الجزء الأخير part 4
اتسعت أعين نايف من الدهشه وقال :
مالذي تقصده ؟
قال شمهور : لم أراه أبداً لقد كان هذا منذ قديم الزمان قبل عشرين سنه
نايف : هل تقصد عشرين سنه من سنينكم ؟
شمهور : نعم , لقد ولدت بعد أن مات لم أره لكن أمي كانت تقول أني أشبهه
كثيرا كل ما كنت أعرفه انه مسلم وأن أمي
مسلمه فأسلمت أنا ودعوت عشتار ووالدها الذ بدوره دعى الملك إلى الإسلام.
نايف : أنا اسف فلقد ذكرت بالماضي
شمهور : لا داعي للأسف .
ثم تابع : حسنا , سنفترق هنا
نايف : لماذا ألن تأتي إلى مملكة هوران ؟
شمهور : كلا , إذا احتجت إلى ستجدني في البيت الذي في هذا الجبل
وأشار إلى جبل كبير .
نايف : وماذا عن عشتار ؟
شمهور : ماذا بشأنها ؟
نايف : هل ستتركها ؟
شمهور : لقد مات شمهور في الحرب لن أدع عشتار ترتبط بشخص ميت
بكى نايف وقال : شكرا لك
خرج جناحان من ظهر شمهور وطار في جهة الجبل وازداد بكاء نايف
ثم رجع إلى المملكه وهو يحمل قماقم .
مضت سنه منذ ان دخل نايف عالم الجن وفي هذه السنه حصلت له أشياء كثيره
كان نايف يتجول في الحديقه كعادته لكن هذه المره كان برفقة عشتار ومر على السجن
وسمع صوت صراخ قماقم فيه فأخذ يتجول بالسجن حتى وصل إلى سجن قماقم فوجدها
قد علقت في السقف وقد انتزعت مخالبها وزيزفونه تنتزع أنيابها وهي تصرخ من شدت الألم
وزيزفونه تقول : كيف تجروء امرأه على تعذيب إبني ؟
ضحك نايف وخرج من عندهم وفي طريقه كان يمر على السجن الذي كان فيه خالد وأحمد
أخذه الشوق إليهم وتسائل مالذي حدث لأحمد وخالد فلقد مرت عشر سنوات منذ أن فارقهم
نزلت دموع نايف وخرج من السجن وكان الملك هوران في الحديقه فما ان رأى نايف حتى جائه
وقال :
بني أريد أن أستشيرك في شيء
نايف : تفضل يا سيدي .
الملك هوران : أريد ان ازوجك بعشتار .
فنظر نايف لعشتار التي تبسمت في خجل وقال :
إفعل ما تراه مناسبا يا سـ يا أبي
تركتهم عشتار وذهبت إلى القصو وهي تبتسم في خجل
لا حظ الملك هوران دموع نايف فسأله عن سبب دموعه فقال نايف :
فراق الأحبه يا أبي
فقال الملك : هل تشتاق إليهم
نايف : بكل تأكيد
فقال الملك هوران : لن تستطيع العوده قبل انت تقضي تسع سنوات عندنا
بكى نايف وقال : اعرف هذا
الملك هوران : لكن ...
نايف وقد عاد إليه الأمل : لكن ماذا ؟
الملك هوران : تستطيع ان تذهب لزيارتهم لمرة واحده
فرح نايف وقال : حقا , شكرا لك يا أبي
نادى الملك أحد جنوده وأمره أن يذهب بنايف إلى بيته ثم يرجعه فقال الجندي :
حاضر يا سيدي .
وخرج من خلف الجندي دخان أسود اللون وما ان استنشقه
نايف حتى أغمي عليه وحمله الجندي وطار به
إلى السقف فلما وصله إختفى الجندي ومعه نايف .
استيقض نايف فرأى سقف بيته فضحك وقال :
ترى هل كان كل ذلك مجرد حلم ؟
هناك وسيله واحده ليتأكد فكشف عن صدره
ورأى أثار الجراح فأدرك أنه ليس حلما
نهض نايف من فراشه وفتح باب منزله فارتفعت عينيه في دهشه
فلقد تغير عليه المكان كله فلقد رأى بروجا مشيده ومباني مختلفه عما كان يعرفه
خرج من بيته وقد تغير كل شيء عليه فلم يدري إلى أين يذهب
وأثناء تجوله شاهد طفلين يلحقان قطه ويحاولون ان يضربوها بالعصي
تذكر نايف عندما كان يلحق القطط هو واحمد وخالد وتخيل هؤلاء الأطفال مكانه
فناداهما نايف فلما جاءا إليه قل لهم :
لماذا تضربون القطه ؟
فقال : أحدهما كنا نلعب
فقال نايف : لا يجوز ان تضربوها
ثم قال : ماهي أسماؤكم وأسماء أبائكم
فقال الأول : إسمي نايف وإسم أبي خالد
فقال الثاني : إسمي نايف وإسم أبي أحمد
اسغرب نايف من الأسماء ترى هل هم صاحباه ؟
ثم بدأ يصف أباؤهم لهم فلما تأكد منهم أنهم أصحابه
أخذ ورقه وقلم وكتب فيها:
(( الساعه الخامسه في بيتي , نايف ))
كتب نفس الكلام في ورقة اخرى ثم أعطاها لكلا الطفلين
وطلب منهم ان يعطوها ابائهم ركض كل طفل إلى بيته
واتجه نايف إلى بيته كانت الساعه تشير إلى الخامسه إلا ربعاً
لم يمضي الكثير من الوقت حتى سمع طرق علي الباب فنهض ليفتحه
فتح ناي الباب ورأى خالد وأحمد وقد تغيرت أشكالهم فلما رأوه بكى أحمد
وأمسك خالد ناي وأخذ يضمه إلى صدره وبكوا جميعا فلما هدأو
ورأو نايف تعجبوا فلم يتغير في نايف شيء ابداً لقد كان مثلما
هو لم يتغير فيه شيء .
نايف : ما هي أخباركم
خالد : لقد كنا قلقين عليك
أحمد : نعم فمنذ عشر سنوات لم نرك
فقال نايف : أم أنا فلم أفرقكم إلا قبل سنه
تعجب خالد وأحمد من قوله فأخبرهم نايف بالقصه كامله
وما ان انتهى حتى قال خالد:
إذا بقيت لك تسعون سنه ؟
نايف : نعم
أحمد : لا تذهب إليهم يا نايف ابقى هنا
حاول نايف أن يغير الموضوع فقال :
لا أرى أحدا في البيت هل يعني هذا أن عمي لم يكن يفكر في بيعه ؟
أحمد : كلا فكل شخص يسكن فيه يصبح مجنوناً إلى أن يخرج منه
خالد : نعم وعندما لم يشتريه أحد تركه
احمد لا تغير الموضوع يا نايف :
لا تذهب إليهم
نايف : لا أستطيع
خالد : لماذا
دخل عليهم الجند الذي أحظر نايف وقال :
حان الوقت يا سيدي
فقال نايف : لقد جنينا مزرعناه فلقد حرمنا اماً حنوناً من ولدها .
وخرج من خلف الجندي دخان أسود اللون وما ان استنشقه
أحمد وخالد و نايف حتى أغمي عليهم.
جميع الحقوق محفوظه : ن-ع-ف
تمت بحمد الله